سبعة امور لا يمكنك تغييرها مهما حاولت

واحد من شروط تحقيق أي هدف، أن يكون ما تسعى لتحقيقه هدفًا واقعيًا وقابلًا للتحقيق فعلًا، وإلا كان سعيك مجرد وهم وإضاعة للجهد والوقت، ونحن على الدوام تضج عقولنا بالكثير من الرغبات والأمنيات، ونرهق أنفسنا في سبيل تحصيل ما يستحيل تحصيله، لذا كان الوعي بواقع الحياة من الأمور الهامة جدًا لجعلنا أكثر رضا وقناعة وأقل اكتئابًا بالتأكيد.

أمور عدة أقرب إلى المسلمات عليك أن تصرف النظر فورًا عن محاولاتك لتغييرها، وتقوم باستبدالها بقناعات أخرى أكثر وعيًا ونضجًا مما تعتقد.

1- الخلود إلى الأبد: ينسى الكثير منا أن العمر ليس إلا رحلة قصيرة، فما دمنا نتنفس نظن أن الموت أمر يصيب الآخرين فقط، لذا تضيع حياة البعض في أمور كان بالإمكان أن تكون حياتهم أكثر سعادة وأكثر راحة لو قنعوا بأن إمكانية الخلود أمر مستحيل. الانشغال بالعمل، القلق الدائم بشأن المستقبل أو بشأن الآخرين كلها أمور لا تستحق منك أن تعطيها أكثر من حجمها، تذكر دومًا أن الله لا يكلف نفسًا أكثر من وسعها وخفف من الأعباء التي ترهقك وتسلبك لذة الاستمتاع بهذه الرحلة القصيرة.

2- البحث عن الأفضل أمر مرهق: هل تود أن تكون الأفضل على الدوام في كل الأمور؟ كأن تمتلك أفضل وظيفة، أفضل نوع من السيارات، أفضل الجيران أو الأصدقاء، إذا فأنت تتعب نفسك أكثر مما يجب. الحصول على الأفضل ليس دومًا في متناول اليد، وإلا كان بالإمكان جعل حياتنا مثالية لا يشوبها شائبة، عليك أن تقتنع وترضى بما تملك مادام ما ينقص لا يؤثر على مسيرة حياتك أو يعكر صفوها.

3- الإصرار على تغيير طباع البعض: لا أحد كامل، وكل بني آدم يعتريهم النقص، وإن أصر الواحد منا على كمال ومثالية الأطراف التي يريد أن يتعامل معها، فهو في الحقيقة يطلب المستحيل، وسينتهي أمره إلى أن يصبح في عزلة عاطفية واجتماعية. الناس معادن، وفي هذا قال العرب قديمًا بأن الطبع غلاب، إن كان باستطاعتك التأثير في أحدهم فهذا لا يعني أن الجميع مستعد لتغيير طباعه أو أفكاره، لذا من الأفضل فض أي نقاش أو جدال مع من يبدو في طبعه العناد أو مع من لا جدوى في محاولاتك تغيير طبعه وسلوكه لاقتناعه بذاته وعدم رغبته في التغيير.

4- بعض العلاقات لا تعود كما كانت: قد يحدث وأن تلتقي بصديق قديم بعد فترة زمنية طويلة لتجد أن سلوكه أو مبادئه التي كنت تحبها وتألفها ما عادت هي، وهذا أمر طبيعي عليك تفهمه فصديقك هذا قد مر فترة غيابكما بتجارب وظروف قد تكون السبب في تغيير شخصيته، وتبدل سلوكه. أو لربما تتعرض للخيانة أو الخديعة من أحد المقربين إليك، تحاول التسامح وترميم هذه العلاقة إن اعترف الطرف الآخر بذنبه، ولكن في الغالب سيبقى الحذر تجاه هذا الشخص هو سيد الموقف، وفي مثل هذا يقول علي بن أبي طالب: “وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى، فرجوعها بعد التنافر يصعب.”

5- إرضاء جميع البشر: السعي وراء رضا الناس والاكتراث بكلامهم، جعل جحا يومًا يحمل حماره ويترك ابنه كما أخبرتنا الحكاية، لذا فمهما حاولت ومهما كنت فاضلًا فلن تجعل جميع البشر يحبونك أو يرضوا عنك. فالأنبياء على ما فيهم من أخلاق وفضائل، لم يسلموا من عداوة الآخرين، ما دمت مقتنعًا بذاتك وبأهدافك وبأنك تمشي في الطريق الصحيح، لا تلتفت أبدًا إلى الآخرين واستمر في سعيك.

6- لا يمكن استعادة الماضي: تمتلئ الذاكرة بصور أرشيفية قد تكون سعيدة أو حزينة عن الماضي، أيًا كانت عليك أن تبتسم للحظات السعيدة التي مررت بها وتتعلم من إخفاقاتك السابقة، التقوقع في ذكريات الماضي سيضيع الكثير من جمال الحاضر، إن كانت طفولتك سعيدة اجعل شبابك أفضل، وتذكر أن يومك الحاضر هو أيضًا سينطوي ويرحل بلا عودة فلم لا تحياه بشكل جيد!

7- العالم… لا يمكنك تغييره أيضًا: صراع الخير والشر من سنن الكون، أرقك الدائم ورغبتك المستمرة في تغيير العالم مستحيلة، يمكنك ترك أثر رائع وجيد على هذه الأرض، نعم ولكن أن تجعل الكون والبشر يمشيان بوتيرة واحدة كما تريد أنت فهذا لن يحدث بالتأكيد.

هناك مقولة شهيرة لغاندي تقول: “كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم حولك.” وهذا ما قصدناه هنا، يمكنك أن تسهم بإضافة إنجازات خيرة وإيجابية، وهذا بالطبع يأتي بتغيير نفسك أولًا.

أخيرًا… تغيير موقفك تجاه هذه الأمور، وإعادة صياغة أفكارك بطريقة تناسب واقع الحياة، سيجعل مرورك في محطاتها المختلفة أكثر رضا وتقبلًا وأقل تعبًا وإرهاقًا.

* لقراءة المزيد من المقالات www.mrAhmedGomaa.com

Share This:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *