العصبيّة واحدةٌ من الصِّفات السلبيّة في شخصيّة أي إنسانٍ يتصف بها، ولذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغضب وهو العصبيّة والإنفعال لأتفه الأسباب، وجعل الغضب والعصبيّة مباحةٌ ومحمودةٌ في حالةٍ واحدةٍ وهي الغضب والانفعال دفاعاً عن الدِّين والحُرمات والمُقدسات.
العصبيّة هي ذلك الشُّعور العارم بالغضب والحِنق والانفعال لأيّ سببٍ كان صغيراً أم كبيراً، فيبدأ الشخص العصبيّ بالصُراخ والتلفظ بألفاظٍ نابيةٍ أو جارحةٍ أو محرمةٍ، وقد يصل الأمر به إلى الضرب والتكسير، والأشخاص العصبيين عادةً ما يكونوا حساسين تجاه كلّ كلمةٍ أو تصرّفٍ أو إشارةٍ فتثور ثائرتهم، في المقابل قد يراها غيرهم تصرفاتٍ وأقوال عاديّة. العصبيّة تدفع بالإنسان إلى المزاجية في الأحكام والقرارات، وإلى الظلم والبغيّ، اتخاذ قرارات تحت وطأة العصبيّة والغضب قد تؤدّي إلى نتائج سلبيةً على الشخص وعلى من حوله، كما أنّها تكون سبباً رئيسيًّا في بعد الناس ونفورهم ممّن يتصفون بهذه الصِّفة؛ فلا تُبقي للإنسان صديقاً ولا خليلاً.
كيفية التخلص من العصبيّة؟!
– القناعة الداخليّة من أنّك تعاني من هذه الصِّفة السلبيّة ولديك الرغبة الصادقة والقرار الحازم بالتخلص منها؛ حتماً بشكلٍ تدريجيٍّ فالحِلم بالتحلم أي بالتظاهر بأنّك شخصٌ حليمٌ هادئ الطِّباع حتى تُصبح تلك الصِّفة جزءٌ منك.
– اتباع التعليم النبويّ في حالة سيطرة العصبيّة والغضب عليك باللجوء إلى الوضوء وتغيير وضعية الجسم من جلوسٍ إلى وقوفٍ أو اضطجاعٍ وبالعكس.
– الانخراط في دوراتٍ للتنميّة البشريّة في تعليم مهارات الاتّصال، وضبط الانفعال، والمقدرة على التعامل مع كافّة الناس.
– قراءة الكُتب التي تُعزّز فضيلة الصبر والحلم والهدوء وكذلك محاولة محاكاة من اتّصفوا بالحِلم والأناة في سلوكهم.
– تجنّب تقييم التصرّف بناءٍ على الشخص ومقدار الرَّابطة العاطفيّة بينكما بل ينبغي التركيز على السُّلوك والألفاظ.
– محاولة التصرف بواقعيّةٍ وحياديّةٍ مع كافة الأمور وتجنب الاحتكاك المُباشر مع الناس في حال شعرت ببداية الانفعال. العصبيّة وما يرافقها من انفعالاتٍ قد تكون السبب في خسارتك لأقرب النّاس إليك.
– ممارسة تمارين الاسترخاء واليوغا والرِّياضة والاستماع للموسيقى الهادئة والمغطس الدافئ بالأعشاب والزيوت العطريّة بشكلٍ يوميٍّ إنْ أمكن.
– الإبتعاد عن كل ما يُسبب لك نوبة العصبيّة ومحاولة ضبط النّفس، كما يمكنك أن تصنع جدولاً لتقييم ذاتك بشكلٍ يوميٍّ لعدّة أشهر؛ لترى مقدار التحسّن وتخلّصك من العصبيّة.
– محاولة إيجاد طُرق بديلة للتحدث مع الآخرين كي لا تثور عصبيتك.
– التنفّس العميق وكتمه ثُمّ إخراجه في حالة العصبيّة، وحتى لا تنفعل اقطع الحديث، واخرج للهواء الطلق، واكتم ألفاظك وعنفك داخلك.